ماأقسى عندما يغدر الحبيب
هذا حوار مع فتاة وحبيبها سابقا
الحبيب غدر بالفتاة , وبعد فترة من الزمن
جمعهما ... بعدما اصبح كاتباً مشهورا .
الحوار الذي دار بينهما :
قال : هذه العيون رأيتها من قبل .!
قالت : هل لابد من اللجوء للذاكرة ..، أريد توقيعك على نسختي.
قال : ولكني أرى صورتهما الجميلة المرسومة في ذاكرتي .
قالت : قد كنت ماضٍ ولى زمانه ، فلتوقع على نسختي .
قال : نعم .. نعم .. أنتِ من كانت تحبني بجنون .
قالت : صدقت فقد قلت (كانت ) ولقد أصبحت لي ماضٍ ..
قال : إذن .. نسيتني ..!!
قالت : تتغير أحاسيسنا بفعل الزمن مثل كل الأشياء .
قال : تقصدين أن مشاعرنا تصاب بالشيخوخة ثم تموت ؟!
قالت : لو كانت ماتت ما كنت هنا الآن .
قال : إذن مازلت أحتل فيكِ هذه المساحات .
قالت : نعم ولكنها لم تعد مثلما كانت .
قال : وما الفرق ؟!
قالت : كالفرق بين يومنا وغدنا ، كالفرق بين الحضور إليك
والإنصراف عنك .
قال : أصبحتُ ماضيكِ ..، إذن أصبحت بلا قيمة .
قالت : من قال أن ماضينا لا قيمة له ، وإلا ماكنا حزننا عليه .
قال : نعم قد نحزن ..وقد نبكي ولكن مع الوقت ننساه ويموت..
قالت : لا تنتهي علاقتنا بمشاعرنا لمجرد تغير وقعها بداخلنا .
قال : تخففين من وقع موت أحاسيسك نحوي وتبررينها .
قالت : لم أقل أنها ماتت ، قلت أصبحت لي ماضٍ
قال : تتلاعبين بالكلمات سيدتي .
قالت : تماما .. مثلما كنت تتلاعب بالمعاني .
قال : كنتِ تحبينني بجنون ..
قالت : بل كنت أحبك بغباء ، فحينما نخنق صوت العقل
يتحول الحب إلى غباء .
قال : تغيرت تلك الطفولة التي كنت أحبها بداخلك
قالت : بل نضجت ..أصبحت أرى الدنيا بعقلانية
قال : هل تشعرين بالندم ؟؟!
قالت : لم أندم يوما ، فقد أكسبتني خبرة الحياة ..
قال : إنظري خلفك من هذا الذي يرمقك بنظرات
تفيض حبا؟؟!
قالت : إنه غدي الذي خلف غبائي فيك ...
قال : هل تحبينه مثلما أحببتني في الماضي ..؟!
قالت : بل اكتشفت معه أن ماكان بيننا لم يكن حبا ..
يكفي أنه أعطاني الحب بدون مقابل
وصبر على غبائي فيك ..
قال : وأنا ؟!
قالت : ( استدرات لتغادره ) قلت لك أنك الماضي
الذي رحل مع قافلة الراحلين والآن تأكدت ..
قال : إلى أين ترحلين ؟؟!
قالت : إلى غدي .. حتى نسخة كتابك لا أريدها
فما عدت أصدق كلماتك بعد ما كان ..!!